BLOGGER TEMPLATES AND TWITTER BACKGROUNDS »

Monday, April 2, 2007

الدستور وإرادة الفرد

يقول فرويد في وصيته ضد الفرد وفي تنظيم العلاقات الاجتماعية : " من دون الضبط تصبح العلاقات خاضعة لإرادة الفرد الأعتباطية: أي أن الرجل الأقوي جسديا يقررها بما ينسجم مع مصالحه ودوافعه الغرائزية. وتصبح الحياة البشرية ممكنة فقط عندما تجتمع الأغلبية التي هي أقوي من أي شخص منعزل , وتبقي متحدة ضد الأفراد المنعزلين . عندئذ تُنَّصب قوة الجماعة بوصفها محقة مقابل قوة الفرد, التي تدان بوصفها قوة متوحشة . ويجب أن تكون المحصلة النهائية حكم القانون الذي أسهم فية الجميع من خلال التضحية بغرائزهم . القانون الذي لا يدع أحدا...تحت رحمة القوة العمياء
ولهذا نقول إن مهزلة التعديلات الدستورية مثلها مثل مهازل الانتخابات هي انتصار لإرادة الفرد
او الحزب
او الفئة
علي حساب الأغلبية.......الجماعة.....الشعب المنعزل
ولا وجود هنا للقانون لأننا ببساطة لم نضحي بغرائزنا .ودون هذة التضحية لا وجود للحق
وتصبح كل البنود وكل النصوص, مهما عدلناها ونقحناها وتحايلنا عليها أو تحايلوا بها علينا مجرد حبر علي ورق. مثلها مثل عشرات الأمثلة في حياتنا الأعتباطية. فالحياة الزوجية بلا مودة ولارحمة يصبح عقدها حبر علي ورق و "علي سنة الله ورسوله" حبر علي ورق و "في السراء والضراء" حبر علي ورق
خانة الديانة في اوراق إثبات الشخصية هي حبر علي ورق مادمت لم أرضي بالمقايضة لم أضحي بغرائزي في سبيل إيمان وقول وعمل يجعلوا مني مسلمة
ألم يأمرنا الله بهذا من أجل الحق والعدل , من أجل إنتصار القانون ؟ "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ; فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا"صدق الله العظيم
فلا وجود للحق إلا بالانفصال عن الهوي وعن المصلحة وعن الرغبة
لكنه المال
والسلطة
والغرور
وغيبوبة الدنيا
وحتي يأتي اليوم الذي نتخلي نحن فيه عن أهواءنا وغرائزنا ومصالحنا
ولا أعني بهذا في يوم أو أسبوع الانتخابات والاستفتائات
بل في كل يوم
وعلي حساب كل شيء
حتي يأتي هذا اليوم سنظل تحت رحمة إرادة الفرد الاعتباطية
ويقول فرويد ايضا " الرجال ليسوا مخلوقات لطيفة تريد أن يحبها الآخرون"" بل إنهم يمتلكون قسطا كبيرا من العدوانية" بحيث يصبح الأخر بالنسبة لهم مجرد مساع وأداة وشخص يحاول أن يشبع عدوانيتهم علية بإستغلالة جنسيا واقتصاديا وحجز أملاكه وإذلاله وإيلامه
أليس هذا هو الواقع الآن حين انفردت أشخاص ومؤسسات وأحزاب بالسلطة والمال والقرار
وحين انفردت أمريكا بالقوة
فالمال والسلطة تبرز أقصي جوانب الإنسان وأكثرها وحشية وغرورا
والإنفراد بها يغيب عقل الإنسان
والحل الوحيد هو الحجر علي هذا الفرد لأنه أصبح ناقصا للأهلية وأصبحت قواه العقلية محل شك تحت التأثير الساحر للسلطة والمال
والحجر ليس بالانقضاض عليه وتجريده من تلك الأدوات وإلا أصبحت الدنيا غابة
بل الحجر المحنك بإيجاد معادل شعبي يمثل الأغلبية
وإعطاء هذه الأغلبية القسط الأكبر من الصلاحيات والتي ستنتقل إلها تلقائيا بمجرد البدء في ممارسة واجبها واستيعاب هذا الدور والقيام بوظيفة الرقابة

0 comments: